Admin إدارة المنتدى
عدد المساهمات : 183 نقاط : 52370 تاريخ التسجيل : 05/02/2010 العمر : 32 الموقع : www.youthhelping.yoo7.com
Smsm Love:
| موضوع: لماذا يعبد المسيحيون عيسى المسيح ؟ الأربعاء أبريل 21, 2010 6:13 pm | |
| لماذا يعبد المسيحيون النبي عيسى (عليه السلام) إذا كانوا يدَّعون أن الله واحد وأنه وحده الذي يجب أن يُعبد؟ بالطبع غالبية المسلمين يرفضون بشدة ممارسة المسيحيين عبادة عيسى. إنهم يعلنون أن لا إله إلا الله وأنه هو الذي يجب أن يُعبد، ويجب على الناس ألا يسجدوا لأي مخلوق آخر، فمن يفعل ذلك يرتكب "الشرك"–وهو أفظع خطية لأي مسلم.
ورغم هذه المعارضة القوية لعبادة أي مخلوق غير الله، فإن القرآن نفسه يروي كيف أن الله يأمر ملائكته ليسجدوا لواحداً غيره، فقد أمرهم أن يسجدوا لآدم!
"وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا" (سورة البقرة (2)34).
"وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشراً من صلصال من حمإ مسنون، فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين" (سورة الحجر (15) 28و29).
والأمر الهام في هذا هو أن الله كان يعلم أن آدم سيصغي يوماً ما لوساوس الشيطان، ويسبب سقوط كل الجنس البشري. ومع ذلك فإن الله الذي يعلم كل الأشياء-الماضي والحاضر والمستقبل–إلا أنه يأمر الملائكة أن تسجد أمام الإنسان الأول آدم.
وعندما نناقش قضية عبادة عيسى المسيح، فممّا يساعدنا أن نلاحظ الإشارة القرآنية التي تقارن عيسى بآدم. "إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون" (سورة آل عمران (3): 59). كما يذكر الإنجيل التشابه بين عيسى وآدم بل ويسميه "آدم الأخير." وآدم الأخير هو سينجح في قيادة الجنس البشري، حيث فشل آدم الأول. وكما أعطى الله آدم الأول القوة والسلطة، ليسود على كل الملكوت الأرضي، هكذا أعطى آدم الأخير السيادة على كل الملكوت السماوي–ملكوت الله نفسه! كان آدم الأول من الأرض، أما آدم الأخير فمن السماء. ومع أن آدم الأخير أخذ صورة البشر، لاحظ كيف يعلن الإنجيل حقيقة هويته:
"لهذا السبب يقول الكتاب: صار آدم، الإنسان الأول، كائناً حيّاً. أما آدم الأخير فصار روحاً يمنح الحياة.. فالإنسان الأول جاء من الأرض من التراب، والإنسان الثاني جاء من السماء. فالذين ينتمون إلى الأرض هم مثل الإنسان الذي من التراب، والذين ينتمون إلى السماء هم مثل الإنسان الذي جاء من السماء. وكما أننا نشبه الذي جاء من التراب، فإننا أيضاً سوف نشبه الذي جاء من السماء.... إن الجسم الذي من لحم ودم ليس له نصيب في مملكة الله، الفاني لا يمكنه أن يملك في عدم الفناء.. لكن شكراً لله الذي يمنحنا النصر بواسطة عيسى المسيح مولانا. (الإنجيل، 1 كورنتوس 15: 45و47-50و57).
فنرى مما ذكر بعاليه أن آدم الأخير هذا الذي هو عيسى المسيح، له القدرة والسلطان، أن يسترد الجنس البشري للحياة الأبدية وإلى المحضر الروحي أمام الله، القدير–جنة البركة الحقيقية. اذكر أن هذا هو مكان آدم في البداية، قبل أن يعصى الرب ويُطرح إلى الأرض. فعيسى له القدرة أن يتمم هذا الاسترداد الروحي لكل الذين يتبعونه. فالكتاب الشريف يعلن بوضوح:
"لأنك (يا الله) أعطيته السلطة على جميع البشر، لكي يمنح حياة الخلود لكل الذين أعطيتهم له. وحياة الخلود هي أن يعرفوك أنت الإله الحق وحدك، ويعرفوا عيسى المسيح الذي أرسلته" (الإنجيل،يوحنا 17: 2و3).
كما يذكر القرآن أن عيسى مكرّم سواء في هذا العالم أو العالم الآتي. ويعلم المسلمون الكرامة الدنيوية المرتبطة بعيسى المسيح، من مجرد قراءة القرآن، حيث يوصف بأن له القدرة على أن يبرئ الأكمة والأبرص ويحي الموتى، بل ويخلق بإذن الله. (سورة آل عمران (3)49). كما يذكر القرآن أيضاً كرامته في المستقبل:
"اسمه المسيح عيسى ابن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين" (سورة آل عمران (3)45).
"بل رفَّعه الله إليه وكان الله عزيزاً حكيماً" (سورة النساء (4)158).
وللأسف، كثيرون من المسلمين لا يدركون الشرف العظيم الذي أضفي على عيسى بعد أن أتم ما أرسل لأجله على الأرض. فبناء على الحديث، رفع عيسى إلى السماء الثانية فقط، ويقول آخرون أنه رفع إلى السماء الثالثة ولكن القرآن واضح في القول إن الله رفع عيسى المسيح إليه هو نفسه، أي إلى حيث يوجد الله. ويتفق معظم المسلمين على أن الله ليس في السماء الثانية أو الثالثة بل في الحقيقة هو فوق جميع السموات.
وما يسجله الإنجيل يتفق مع هذا التعظيم لعيسى المسيح. فنقرأ مثلاً هذا الوصف:
جاء في هيئة إنسان، تواضع جداً، وأطاع في كل شيء إلى الموت، على الصليب لدرجة أنه مات. لذلك رفعه الله إلى أعلى مكانة، وأنعم عليه بالاسم الذي هو أعظم من كل اسم. حتى يسجد الكل على ركبهم لاسم عيسى، كل من في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض، ويشهد الجميع علناً ويقولوا: "عيسى المسيح هو مولانا" إجلالاً لله الأب (الإنجيل، فيلبي 2: 8–11).
وعندما يتكلم عيسى نفسه عن هذا المجد يقول لتلاميذه: "كل سلطة في السماء والأرض أعطيت لي" (الإنجيل، متى 28: 18).
ولهذا الشخص الذي دفع إليه كل قوة وسلطان، لهذا الشخص الذي خضع للآلام حتى الصليب كالذبيحة النهائية العظيمة للكفارة ويُسمى "حمل الله" نجد جمهور الملائكة تسجد له.
وفي الرؤيا سمعت ترتيل الملايين من الملائكة وهي تحيط بالعرش.... وتقول بصوت عال: "حمل الفداء الذي ذُبح يستحق أن ينال القوة والثروة والحكمة والقدرة والكرامة والجلال والحمد" (الإنجيل، الرؤيا 5: 11و12).
ولكن هل هذا يدهشنا؟ ألم يتكلم الكتاب الشريف عن مشابهة عيسى لآدم؟ وإذا كان المسلمون يؤمنون أن الله أمر الملائكة أن تسجد أمام آدم، أفلا نتوقع أن نرى نفس الأمر لعيسى المسيح؟
لنرجع إلى وصف آخر في الإنجيل، يتحدّث عن رجوع عيسى إلى الأرض. تذّكر أنه سيكون علامة الساعة. هذا ما يعلنه الكتاب الشريف.
"لأنه يقضي ويحارب بالعدل. عيناه كلهيب نار، وعلى رأسه تيجان كثيرة وله اسم مكتوب عليه لا يعرفه أحد غيره. وهو لابس ثوباً مغموساً في الدم، واسمه كلمة الله . وكانت تتبعه على خيل بيض جيوش السماء لابسة ثياباً من الكتان الأبيض النقي.... ومكتوب على ثوبه وعلى فخذه هذا الاسم: ملك الملوك ورب الأرباب (الإنجيل، الرؤيا 19: 11–16).
وفي كل هذا هل نجرؤ نحن الخلائق الفانية، أن نرفض السجود له الذي عينه الله ملكاً للملوك ورباً للأرباب؟ علاوة على ذلك، كما يُقبِّل كثيرون من المسلمين كتابهم الشريف، الذي يحترمونه ككلمة الله، لذلك فإن المسيحيين المخلصين يقبلون أقدامه الذي هو كلمة الله الحية غير المخلوق والدائم إلى الأبد. إنه لأمر بالغ الأهمية فهم أن هؤلاء المسيحيين لا يسجدون لإله آخر، ولا يسجدون للطبيعة البشرية في عيسى، ولكنهم يسجدون لطبيعته الإلهية باعتباره كلمة الله. وبحسب القرآن، سجدت الملائكة لإنسان مخلوق من تراب. ولكن في الخبرة المسيحية الحقيقية، يسجد المؤمنون له الذي هو كلمة الله، صورة الله غير المنظور وغير المنفصل عن الله، من الأزل وإلى الأبد–فهو صورة الجوهر الإلهي.
| |
|