لماذا لا أشاهد صورًا جنسية

تمتلئ المدارس و الجامعات بصورٍ ومشاهدٍ جنسية وأفلامٍ إباحية لدى بعض الطلاب. يوزعونها بالمجّان أو بمقابل على بقية الطلبة.

وإني أريد أن ألفت نظرك أخي العزيز، يا من دُعِيَ عليك اسم المسيح أن تنصت لمن اختبر شهوات العالم ومغرياته وأخيرًا وضع عصارة تجاربه في جملةٍ قصيرة كثيفة قائلاً "أيأخذ إنسانٌ نارًا في حضنه ولا تحترق ثيابه؟ أويمشي إنسان على الجمر ولا تكتوي رجلاه؟" (أمثال 6 : 28)
يقولون أن التاريخ يعيد نفسهُ. وأنا أقول أنه أولاً يعيد نفسه لأن أحدًا لم ينتبه إليه في المرّة الأولى فما كان من التاريخ إلا أن أوقع الآلاف بل الملايين في ذات المصير. ويعوزني الوقت أن أتحدث عن جبابرة سقطوا كشمشون (قضاة 16 : 1- 22 ) وداود ، (صموئيل الثاني 11 :1- 27)

يقول سيّدي المسيح له كل المجد "وأما أنا فأقول لكم : إن كل من ينظر إلى امرأة ليشتهيها ، فقد زنى بها في قلبه" (مت 5 : 28)
ناهيك عما تتركه تلك المناظر الدنسة في مخيلتك وعقلك ممّا يشوّه صورة المرأة في ذهنك وكأنها آلةً تستخدمها لتفريغ شهوتك الرديّة ، وينجس أفكارك وجسدك فتكون كما قال الحكيم "من إزدرى بالكلمة يخرب نفسه ، ومن خشى الوصية يُكافأ". (أمثال 13:13)

قد يقول قائل "لا ترفض ما لم تجرّب". يا لجهل ابن آدم! هل تتجرّع السمّ كي تتأكّد أنّه سام؟ أوهل تطعن نفسك بسكّين كي تتأكّد من حدّتها؟ عزيزي .. ليس كل مرفوضٍ مُجرّب ولا كل مقبولٍ مُستساغ.
يقول الكتاب المقدّس "بدء الحكمة مخافة الرّب، ومعرفة القدوس فهم" (أمثال 9 : 10).
فالحكمة إذًا لا أن تجرّب النجس بل أن تعرف القدوس. لا أن تقبل الخطيّة بل أن تخاف الرب. "لا تشتهينّ جمالها بقلبك، ولا تأخذك بهدبها". (أمثال 6: 25)

صدّقني عزيزي .. لن تحصل على ما تريد بشهوة عينِك .. بل بالراحة في كفّيّ ذاك الذّي سُمّر لأجلك
مكتوب "الغم في قلب الرجل يحنيه، والكلمة الطيّبة تفرّحه". (أمثال 12: 25)

فما أطيب كلمات الرب المريحة لنفوسنا .. وما أغمّ ما يحني به إبليس ظهورنا.

ولتعلم أن غفران الرب لك كلّفهُ دمَهُ الطاهر.. وأنت أخذته مجّانًا. أمّا إغراء إبليس فلن يكلفه شيء.. وسيكلفك أنت دمك. فهل تهتف مع دبورة وباراق كما هتفا في القديم "دوسي يا نفسي بعزّ". (قضاة 5: 21)

فاستمع لطلبة إلهك "فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ، عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ". (رومية 12: 1- 2)