زِنار العذراء: أين يوجد حزام القديسة مريم الآن؟! *
هذه القصة من التقليد المقدس.
حدثفي الأيام التي كان يخدم فيها المسيح قبل أن يدخل آلامه، أن طلبت منهالعذراء أمه أن يسبق ويعرِّفها قبل انتقالها بثلاثة أيام، بميعاد خروجنفسها من الجسد، وأن يتكرَّم باستلام روحها بنفسه مع الملائكة.. فاستجابلسؤالها في رؤيا.. وقال لها: "عندما يأتي إليك "جبرائيل" بغصن نخيل علامة،اعلمي يقيناً أن وقت نياحتك قد قَرُبَ. وسآتي St-Takla.org image: TheWaistband of the Virgin St. Mary in Om El Zenar Church, Hams, Syriaصورة زنار العذراء - الحزام في كنيسة أم الزنار، حمص، سوريابنفسي مع طغماتالسماء لآخذ نفسك، أما جسدك فسوف يُحمَل إلى السماء".
وقد تمبالفعل أن أتاها الملاك، وهي تصلي، وحضر جميع الرسل ما عدا "توما"،وأعلمتهم أنها سترحل غد ذلك اليوم. فأمضوا الليل كله في الصلاة..
وفييوم الأحد الساعة التاسعة صباحاً، وإذ بالروح القدس يحل في سحابة كالتيكانت تُظَلِّلهم يوم التجلي.. ولما تراءى الرب لهم سقطوا على وجوههم، ثمارتفع وفي يديه روح العذراء.. ولما أفاق التلاميذ من ذهولهم، قاموا وحملواالجسد المقدس ونزلوا به من فوق جبل صهيون، وانحدروا به نحو وادي يهوشافاطكقول الرب لهم.
وبعد أن أوسدوا الجسد في القبر -وأغلقوه-، فجأةأبرق حولهم نورٌ من السماء، فسقطوا على وجوههم، ثم جاءت الملائكة وأخذواالجسد المقدس، وصعدوا به إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد.
وفي هذهالأثناء قدم توما، وصادَف الجسد والملائكة صاعدون به على جبل الزيتون.فأخذ يستصرِخ العذراء ويتوسِّل إلى روحها أن تُظْهِر نحوه مَسَرَّتها بهليفرح قلبه.. وإذا بزِنارها (منطقتها أي حِزامها) الذي كان الجسد ملفوفاًبه يسقط عليه من السماء، فالتقطه وسَبَّح الله.
ثم انحدر إلىالتلاميذ، وإذا بطرس يبتدره بقوله: "لولاً شكَّك وعدم إيمانك لما حُرِمتهكذا من حضور نياحة أم المُخلِّص، لأن الله لم يسرر أن تكون بيننا فيدفنَها بسبب عدم إيمانك". فأجاب توما قائلاً: "أطلب الصفح".. ثم أخذهمودخل إلى القبر، وكان جديداً منقوراً في الصخر، ورفع الحجر فلم يجدواالجسد.
حينئذ ابتدأ توما يشرح لهم الخبر؛ كيف أُخِذَ بالروح أثناءخدمته، ووجد نفسه على جبل الزيتون، ورأى جسد العذراء الطاهرة مريم صاِعداًإلى السماء. وكيف توسَّل إليها أن تمنحه بركة، فسقط عليه زِنارها الذي كانالجسد ملفوفاً به. وفي الحال أخرجه لهم وأراهم إيّاه. فلما فحصه التلاميذوجدوه أنه هو هو الذي وضعوه بأنفسهم حول الجسد المقدس.. فمجَّدوا الله.
أما عن الزِنار، فقصَّته مشهورة جداً عند أخوتنا السريان، وهو موجود الآن في كنيسة "أم الزنار" في حمص بسوري